من الشمال السوري حيث حقول القمح المحروقة في أرض الجزيرة الخيِّرة إلى الزيتون المقتلع من أرضه في فلسطين، هي الجغرافيا نفسها تروي حكاية عدو واحد بوجوه متعددة، فتارة يحضر الأميركي بوجهه المتغطرس قاتلاً ومدمراً وحارقاً لأرزاق السوريين، وتارة يحضر الصهيوني قاتلاً ومدمراً ومقتلعاً لأشجار الفلسطينيين
بعد أن ضاقت مساحة المناورات الميدانية والسياسية لمشغلي الارهاب وأدواتهم، وضاق لحد التلاشي فضاء إحرازهم اي تقدم يبنون عليه هياكل مشاريعهم الاستعمارية في الجغرافيا السورية رغم كل الزيوت التي صبوها للتسعير
يوم استل غزاة العالم الجديد سيوفهم وبنادقهم وبدؤوا بحصاد رؤوس السكان الأصليين الهنود الحمر.. تباهى الغزاة الجدد بحصاد كل يوم، فالفارس منهم كما يدعون هو الذي يعود وعلى جنبي حصانه تعلق عشرات الرؤوس من الهنود، وأسياخ تحمل بقايا الآذان التي قطعها وحملها إذا لم يعد يتسع المكان لتعليق المزيد من الرؤوس اليانعة التي تم قطافها..
لم يكن مستغرباً أن يعطي الرئيس الأميركي دونالد ترامب أوامره بحرق حقول القمح في أرياف حلب والرقة والحسكة بعد أن جاهر سابقاً وعلانية وبكل وقاحة بسرقة النفط السوري فهو "تاجر فاجر" لا يفهَم غير الصّفقات وكيفيّة جنِي المال بأيّ وسيلة
المتابع لسياسة الولايات المتحدة الأميركية العدوانية تجاه سورية وسياسة النظام التركي الإخواني، يدرك أن ترامب وأردوغان لصان يمارسان السرقة لثروات الشعب السوري الباطنية المتمثلة بالنفط السوري وكذلك محصول القمح الإستراتيجي
هو الاستعمار بكل أشكاله وألوانه لايمكن أن يتبدل أو يتغير فيما يرمي إليه من استغلال لمقدرات الشعوب ونهب خيراتها ..صحيح أنه يطور أساليبه وأدواته حتى تبدو وكأنها عمل إنساني يرافقها ضخ وتضليل إعلامي ومعها الكثيرون من التّبع ممن باعوا أنفسهم للشيطان
يعتزم الاتحاد الأوروبي - على ما يبدو - تجديد عقوباته الاقتصادية الجائرة ضد سورية، عند بداية شهر حزيران القادم، في الوقت الذي قد يدخل قانون قيصر حيّز التنفيذ من قبل الإدارة الأمريكية ضد سورية أيضاً..!
من رأى رأس "ميدوسا" على جسد ترامب.. لم يكن العالم يصدق الأساطير الإغريقية حتى ظهر الرئيس الاميركي برأس الافاعي يلدغ كيفما تحرك.. إيماؤه السياسي اكثر بشاعة من الاسطورة ذاتها
ليس واهماً من يقول: إن عصر الإمبراطورية الأميركية بدأ يغرب، ولكنه لا يقول نصف الحقيقة أبداً، فما غروب الإمبراطوريات الكبرى بهذه السهولة التي تظهر وتبدأ بالتسارع، فما بين بدايات التفكك والانهيار، وتصدع مشاريعها وخططها ثمة مسافة زمنية
سورية التي فتحت ذراعيها للنظام التركي انطلاقاً من الثقة بالعلاقات وحسن الجوار.... قابلت الغدر المتأصل بهذا النظام الأهوج، الذي لا يعرف معنى الصدق ولا أصول حسن الجوار... نظام عثماني إخواني، دعم الإرهاب العالمي العابر للقارات .. سرق وخرق ودمر
أصابني حزن كبير وغضب بعد أن اطلعت على خبر حرق مئات الدونمات من القمح في المنطقة الشرقية من القوات الأميركية التي أطلقت بالونات حرارية ساهمت في هذه الخسارة الكبيرة، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه هنا يتمثل في أنه هل من المعقول أنه حتى اللحظة ثمة من لا يدرك حقيقة ما يجري
تجاوزت ارتفاعات الأسعار كل حد، وشملت السلع والبضائع كافة، سواء كانت مستوردة أم من إنتاج محلي، ولم تعد الذرائع التي تقدم تبريراً لهذا الارتفاع، من العرض والطلب، إلى تذبذب أسعار الصرف
في الافتتاحية السابقة كان توصيف الإعلام على أنه صمام أمان القرارات الاقتصادية، وأن الحكومة يجب أن تكون لها منصاتها الإعلامية الحاضرة أبداً بين مواطنيها، تصدر عناوين الأحداث عامة وخططها المؤسساتية خاصة بكل شفافية
لم تُفاجئنا بالأمس مخالب بريطانيا التي وثق "موقع الميدل ايست اي" دورها في الحرب على سورية.. وتصنيعها لما تسمى "المعارضة المعتدلة" من صلب الايديولوجيات المتطرفة، وتحت عدسات الفبركة والتزوير
يتّفق الجميع بأن ضرب الفساد بكل أشكاله ورموزه هو المدخل الرئيس والوحيد لإيصال الدعم لمستحقيه وكسب ثقة المواطن الذي يعدّ مؤشر حكوماتنا المتعاقبة في الرحلة للبحث عن آليات هذا الدعم ومكوّناته.