لا تطعم خبزاً ..

2022-03-27 12:02:29

ليس بالخبز وحده يعيش الإنسان مقولة صحيحة إلى حد ما..والصحيح أيضاً أنه بلا خبز لا حياة والخبز هنا بمعناه الواسع أي الرزق والطعام وغير ذلك.
وما دمنا في باب المقولات التي تختزل الكثير نذكر أن الكثير قيل حول المهن التي لا تدر شيئاً على صاحبها من هنا كانت مقولة أدركتهم حرفة الفقر لمن يعمل بالكتابة والأدب والإبداع.
واليوم يمكن لنا أن نحرف المقولة قليلاً ومن باب الانزياح الدلالي لتصل إلى مهنة الصحافة …نعم الصحافة وليس الإعلام كله..
الصحافة الورقية التي تتعكز الآن على أجنحة زرقاء وهي تتوق لحبرها وورقها ..
منذ أيام مشكورة الحكومة وافقت على زيادة تعويضات مكافأة الكتاب والشعراء والمترجمين…وكان اتحاد الكتاب العرب أيضاً قد أقر في مؤتمره الأمر ذاته ..
وفي وسائل الإعلام الأخرى تلفزيون وإذاعة الأمر جيد ..
بقيت الصحف الورقية الثورة وتشرين اللتين تتبعان لمؤسسة واحدة …ظلت الحال كما هي ..من يعمل مدة شهر كامل سوف تكون حصيلة ما يصله أقل من ٢٥ ألف ليرة سورية.
أمس أحد الزملاء قال : أرسلت إلى متابعة ندوة وملتقى.. أرسلت صوراً من محمولي وكانت كلفتها أكثر مما سوف يصرف للمادة التي أعدها..
الحجة الدائمة أن مؤسسة الوحدة ذات طابع اقتصادي …هل سمعتم في العالم أن مؤسسة فكرية وإعلامية تحقق ربحاً مادياً …بل كيف يقاس ربحها مادياً وليس معنوياً ؟.
والآن : هل بقيت طباعة بظل تحجيم كل شيء وتحويله إلكترونياً في سورية ؟.
الأمر يحتاج إلى مراجعة حقيقية سريعة وجادة ونسأل: لماذا عندما يتعلق الأمر بزيادة تعويضات الصحف يأخذ سنوات للحسم وغالباً يكون زهيداً بينما في مكان آخر الأمر مختلف ؟.
إذا كانت الإمكانات موجودة وهي كما تدل القرارات السابقة فعلاً موجودة فلماذا نعامل هكذا…؟.

نحتاج إلى من يسعى بشكل جاد وحقيقي لنصل إلى عتبات أقل ما يقال فيها إنها مقبولة لا نطلب المستحيل ولسنا بصدد ذلك..
الثقافة والإعلام بلا حامل مادي لن يحلقا عالياً ..وإذا كانت الثقافة قد نالت نصيباً من ريش الأجنحة ولكن هذا لن يكتمل إلا بريش الصحافة التي هي الجناح الثاني ..فلا إعلام بلا ثقافة ولا ثقافة بلا إعلام معادلة غير متكاملة الآن …كم نتوق لأن نسمع من يعلن أن هذا حق الصحفيين ..لعل الأيام القادمة تحمل لنا بشرى بذلك..

ديب علي حسن - صحيفة الثورة أون لاين

#شارك