العيش بلا تدفئة؟!

2022-03-18 19:09:20

أدى تأخر وصول رسائل مازوت التدفئة للمواطنين -مع انعدام وسائل التدفئة الأخرى من كهرباء والتي تجاوزت انقطاعاتها في بعض المناطق إلى أيام وأيام وانعدام الغاز والحطب- إلى اضطرار الكثير منهم لشراء كميات قليلة من المادة لزوم التدفئة أي كل يوم بيومه مع موجة البرد والصقيع التي تشهدها البلاد، مع ارتفاع سعر اللتر الواحد في السوق السوداء إلى أكثر من أربعة آلاف ليرة. والحجة المكرورة لدى الجهات المعنية هي التأخر والنقص الكبير في توريدات مازوت التدفئة.

إن الإجراءات المتخذة من الناحية التنفيذية، سواء كان المسؤول عنها محروقات أو تكامل، فهي تضغط على المواطنين من أجل اللجوء إلى السوق السوداء، الذي تتوفر فيه المادة بالكميات الكافية، لنُعيد طرح السؤال:

من أين لهذه السوق تلك الكميات من مازوت التدفئة، طالما أمره محصور بعهدة محروقات فقط؟!

وأصدر مجلس الوزراء تعميماً منذ عدة سنوات يتضمن إيقاف تشغيل التدفئة المركزية في مباني الجهات العامة باستثناء المشافي والمدارس العامة أي مضى على صدوره ثلاث سنوات تقريباً والظروف التي صدر بها في ذلك الوقت معروفة، فالبلاد كانت في أزمة وقود حادة وكان الهدف هو ترشيد الاستهلاك والحد من الهدر.

وهذا الواقع أحدث شللاً عاماً في دوائر وقطاعات المؤسسات العامة بسبب البرد الشديد الذي لا يمكن تحمله من قبل العاملين في تلك الجهات وخاصة في بعض المحافظات الأشد برودة.

القاعدة معروفة /الضرورات تبيح المحظورات/ فالبرد الشديد كان يحتم إعادة النظر بالتعميم سريعاً لأنه أتى بنتائج عكسية، فالإنتاج والعمل في المصانع والدوائر الحكومية تراجع أو تجمد بسبب البرودة الشديدة التي يعاني منها العمال والموظفون لأن التدفئة ممنوعة عنهم بموجب هذا التعميم.

طبعاً هذا التعميم نص على استثناء المدارس من عدم التدفئة إضافة إلى المشافي كما أسلفنا، ولكن نظرة عامة ومن خلال الشكاوى التي نسمعها من أولادنا ومن أهالي الطلاب عموماً هنا في أغلب مدارس العاصمة وليس في المحافظات الأخرى أنه لا تدفئة في قاعاتهم الصفية بل التدفئة مقتصرة حصراً على مديري المدارس وقاعات المدرسين والموجهين، أي كما هو حال مؤسسات الدولة فقط التدفئة في مكاتب المديرين فقط أي أن تعميماً واحداً كان كفيلاً بإحداث ضرر كبير.

بالنهاية التدفئة ضرورة للمواطن الموظف والطالب والعامل والفلاح، وليست رفاهية حالها حال الكهرباء والماء والطعام، فإلى متى يستمر هذا الحال، وما هي الرؤية لحل هذه المشكلة المستعصية على الحل منذ أعوام طويلة؟!

ياسر حمزة - صحيفة الثورة أون لاين

#شارك