الإعلام الغربي .. أداة تضليل لدعم الإرهاب وتبرير العدوان

2021-09-09 11:22:15

سياسة الكذب والتضليل شكلت، إلى جانب دعم الإرهاب والعدوان المباشر، إحدى الركائز الأساسية للاستراتيجية الأميركية والأوروبية في الحرب الإرهابية على سورية، والإعلام الغربي لعب الدور الأخطر في تشويه الحقائق لخدمة الأجندات العدوانية، فبات وسيلة حرب سياسية واقتصادية بيد الحكومات الغربية، ورغم تفنيد الكم الهائل من الأكاذيب التي ضخها ذاك الإعلام، إلا أن ذلك لم يمنع مسؤولي الغرب من التمادي باختلاق الكثير من الفبركات الإعلامية من أجل إبقاء الرأي العام العالمي في حالة غيبوبة لحجب الحقائق عنه في سياق محاولاتهم المستمرة لتبرير عدوانهم المتواصل على الشعب السوري.

إقرار هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بأن أحد تقاريرها عن الهجوم الكيميائي المزعوم بدوما كان يحتوي أخطاء وادعاءات كاذبة، لا يكشف جانباً من تسخير الحكومات الغربية للإعلام لتمرير مخططاتها وحسب، وإنما يفضح دور الحكومة البريطانية الكبير في دعم إرهابيي "النصرة" و"الخوذ البيضاء" عسكرياً وسياسياً وإعلامياً، وتعاونها مع أجهزة استخباراتية وإعلامية أميركية وأوروبية لإنتاج أخبار مزيفة تلمع صورة الإرهابيين وتروجهم كـ"معارضة معتدلة"، الأمر الذي يثبت مجدداً أن الحكومة البريطانية الحالية ومن سبقها، تتحمل مسؤولية مباشرة في سفك الدم السوري بفعل العقلية الاستعمارية التي تتحكم بمسؤوليها، فهذه الحكومة لطالما صدرت عتاة الإرهابيين إلى سورية، أمثال: جون الانكليزي ذباح "داعش"، وآوت متزعميهم لعشرات السنين وقدمت لهم الدعم اللوجستي والمنبر الإعلامي لبث أفكارهم الوهابية التكفيرية وتجنيد الإرهابيين.

منذ استخدام ملف "الكيميائي" كأداة ضغط غربية للابتزاز السياسي وحتى الآن، لم يوجد أي دليل يشير من قريب أو بعيد إلى استخدام الجيش العربي السوري أي سلاح كيميائي، بكل مراحل تصديه للحرب الإرهابية، خاصة أن سورية لا تمتلك أي أسلحة كيميائية، وذلك في إطار تنفيذها لالتزاماتها مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، بينما كل الدلائل والبراهين تثبت أن الإرهابيين المدعومين من أميركا والغرب هم من استخدموا الأسلحة الكيميائية مرات عديدة، والكثير من التقارير أكدت امتلاكهم مثل تلك الأسلحة، التي زودتهم بها أميركا وتركيا وبريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول الراعية لهم، ولكن الحكومات الغربية لطالما لجأت لتزييف الحقائق، وهذا ما كشفته فضائح "حظر الكيميائية" لاحقاً، من خلال التكتم على الكثير من التقارير التي خلص إليها المحققون، وتشير في مجملها إلى أن الإرهابيين هم من استخدموا الأسلحة الكيميائية، وهم من قاموا بفبركة الكثير من المسرحيات "الكيميائية" لاتهام الجيش العربي السوري، حتى إن مرتزقة " الخوذ البيضاء" سبق أن كرمتهم تلك الدول لقيامهم بمثل هذا الدور القذر.

ليست المرة الأولى التي يكشف فيها الإعلام الغربي حجم تورطه بالحرب الإرهابية، وتعمده تشويه صورة الأحداث، وسبق أن روج لمسرحيات إرهابيي «الخوذ البيضاء» الكيميائية لتبرير العدوان الأميركي والبريطاني والفرنسي على سورية، ولم يزل يشكل آلة حرب إعلامية بيد الدول الداعمة للإرهاب، وهذا الإعلام لن يتوقف عن بث الأكاذيب تجاه سورية، طالما بقيت الدول الغربية تلهث لتحقيق أطماعها الاستعمارية، ولكن تلك الأكاذيب باتت عاجزة اليوم عن النفاذ حتى عن الرأي العام الغربي نفسه، الذي بات يتلمس بنفسه مهمة البحث عن المعلومة الصحيحة بعيداً عما تضخه وسائل إعلامه المسخرة لخدمة حكوماته المرتهنة للقرار الأميركي.

الثورة أون لاين - ناصر منذر

#شارك