يسهم البعض من الناس بخلق حالة سلبية في الشارع على خلفية الإعلان عن فرض عقوبات أميركية جديدة على الشعب السوري، والتي هي امتداد للحرب على سورية، وجزء منها بهدف إخضاع وإذلال الشعب السوري، حتى يقبل بالتبعية والتخلي عن وطنيته وقوميته وعروبته ومقاومته.
وهذه الحالة السلبية التي يساهم البعض بإشاعتها، لاسيما بعض المؤسسات والشركات والتجار الجشعين والمستغلين الذين رفعوا الأسعار بشكل جنوني وهستيري، من شأنها أن تخلف وراءها كثيراً من الإحباط واليأس وتصدع المعنويات التي حافظ شعبنا على أن تكون مرتفعة طيلة سنوات الحرب الماضية، برغم كل الأوجاع والآلام والأحزان.
يبدو أن الوجه الآخر للمشكلة يظهر لدى البعض، وهذا الدور الذي يضطلع به هؤلاء ممن يحاولون بث الإحباط والسلبية وإشاعة اليأس، هو جزء من المشكلة، بل قد يكون في أحيان كثيرة أكبر من المشكلة لما له من آثار سلبية على الناس والمجتمع.
لطالما حذرنا من أن التحدث بلغة التشاؤم والإحباط، بات أمراً سلبياً لما له من آثار وتداعيات خطيرة على الشخص نفسه وعلى الأشخاص المحيطين فيه، حتى لو كان ذلك من باب التنفيس عن الضغوطات والهموم، فهذا يُعد أمراً غير مقبول في ظل استعار المعركة واشتدادها وتكالب أعدائنا.
لذلك نقول إن إصرار الكثيرين على العزف على وتر التشاؤم والإحباط في هذه الظروف، يندرج في سياق حالة ضعف الوعي الوطني والأخلاقي التي تعتري بعضنا.
ما يحاول البعض تجاهله سواء عن عمد أو بغير عمد، هو أن سورية واجهت الحرب الإرهابية، وكانت ولاتزال محاصرة بالعقوبات من أميركا والغرب بشكل عام، لكنها صمدت وقاومت وقدمت الشهداء والتضحيات، وأذهلت العالم ببطولاتها، وستواجه العقوبات وستنتصر بإرادتها القوية.
فردوس دياب