يظهر رئيس النظام التركي رجب أردوغان كل يوم حجم نفاقه ومتاجرته بالقضية الفلسطينية، ومزاعمه بأنه “يدافع” عن الفلسطينيين، لدرجة أن هذه المسرحية السمجة باتت معروفة جداً، وخطابات ومواقف أردوغان “العنترية” أمام الكاميرات وعلى شاشات التلفزة تكذبها السماء المفتوحة والسياحة النشطة والتبادل التجاري المتنامي مع الكيان الإسرائيلي لا بل إن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وصف العلاقات بين كيانه وتركيا بالمتجذرة.
أحدث فصول تجلي عمق العلاقات بين النظام التركي والكيان الإسرائيلي كانت مؤخراً حين هبطت طائرة تابعة لشركة “العال” الإسرائيلية ، في إسطنبول لتحميل “مساعدات” للولايات المتحدة بخصوص مكافحة فيروس كورونا .
نظام أردوغان حاول التستر على هذه المسألة، وطلب من وسائل إعلامه عدم التحدث عن الأمر إلا أن مواقع تابعة للاحتلال الإسرائيلي كشفت أن طائرة الشحن الجديدة ستساعد على وصول التجارة بين الطرفين إلى مستويات قياسية من خلال رحلات الطيران المتبادلة.
وقبل هبوط الطائرة المذكورة قام نظام أردوغان بإرسال طائرة شحن إلى “إسرائيل” زعم أنها “موجهة للفلسطينيين في سياق مكافحة جائحة كورونا” لكن مواقع وصحف إسرائيلية كشفت أن الصفقة تجارية بحتة ولا علاقة لها بمساعدة الفلسطينيين.
وللعلم مادام أردوغان يواصل الزعم “بدعم” الشعب الفلسطيني، فلا بد من الإشارة إلى أن هذا “الدعم” المزعوم لم يتجاوز التصريحات «العنترية» التي يطلقها أردوغان بين الحين والآخر، بينما على الأرض، وعندما قدمت تركيا دعماً، قدمته حصراً لفصيل معين ولأهداف سياسية محددة، والأغرب أن أردوغان قدم هذا من خزانة النظام القطري ولم يكلف خزانة تركيا دولاراً واحداً.
وعليه “فالدعم” التركي ليس للفلسطينيين، بل مقدم لأفراد أو لتنظيمات تخدم أفكار نظام أردوغان “الإخواني”، والأنكى أن هذا الدعم يأتي ضمن مساعي أردوغان لتحقيق هدفين رئيسيين أولهما هو ضمان استمرار الانقسام الفلسطيني واستمرار بقاء الوضع في القطاع على ما هو عليه، بما يتوافق تماماً مع الرؤية الإسرائيلية.
رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، كان كشف في شهر شباط الماضي خلال لقائه “بقيادات” حزبه، أن أردوغان يكذب بالحديث عن “قطع العلاقات” مع كيانه، وقال نتنياهو آنذاك: “أعتقد أنني الإسرائيلي الوحيد الذي لا يسافر بعد إلى تركيا..” وأضاف نتنياهو أيضاً: “التجارة بيننا منتعشة”.
شوكت أبو فخر