انطلقت احتفالية أيام الثقافة السورية بعنوان “الثقافة رسالة حياة” على مسرح الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون في دمشق بذكرى تأسيس وزارة الثقافة الـ 66 بحضور رسمي ودبلوماسي وثقافي وإعلامي.
وتشمل الاحتفالية التي تستمر لغاية الـ 28 من تشرين الثاني الحالي فعاليات ثقافية تقارب 240 نشاطاً في المجالات الموسيقية والمسرحية والتشكيلية والسينمائية والفكرية والاثرية والتراثية على مساحة الجغرافيا السورية.
وفي كلمة لها قالت وزيرة الثقافة الدكتورة ديالا بركات: إن أيام الثقافة السورية تعد مناسبة لتسليط الضوء على غنى وتنوع الانتاج الثقافي السوري في الماضي والحاضر، مبينة أن الذكرى السادسة والستين لتأسيس وزارة الثقافة هي فرصة لإظهار هذا النتاج في كل مجالات المعرفة والإبداع.
ولفتت وزيرة الثقافة إلى أن تحديات العولمة تجعل المهمة الثقافية أصعب وأدق، مستعرضة رؤية وزارة الثقافة التي تتضمن الحفاظ على التراث الثقافي السوري وتعزيز الهوية الوطنية وإظهار دور الثقافة كأداة فاعلة لتعزيز مكانة سورية عربياً ودولياً وكاستثمار في القوة الناعمة.
وتطرقت الدكتورة بركات إلى دعم الوزارة للإبداع والمواهب الشابة ودمج الثقافة في المنهاج التعليمي وإطلاق حملات توعوية لتعزيز احترام الفن وروح الريادة.
وتضمن حفل الافتتاح تكريم ثلة من المبدعين السوريين، حيث كرمت وزيرة الثقافة الدكتورة ديالا بركات و وزير الإعلام زياد غصن كلاً من الفنانة السينمائية انطوانيت عازرية والكاتب الدكتور حسين جمعة، والموسيقي القدير رياض سكر والفنان المسرحي زهير العربي والإعلامي الناقد سعد القاسم والفنان القدير سليم صبري والموسيقار الكبير صفوان بهلوان والفنان التشكيلي عصام درويش والباحث المسرحي مصطفى عبود.
وأحيت الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية بقيادة المايسترو عدنان فتح الله حفل الافتتاح الذي حمل عنوان “الثقافة رسالة حياة” بمشاركة طلاب وخريجي المعهد العالي للفنون المسرحية وإخراج الفنان عوض قدرو، حيث بدأ الاحتفال بعرض فيلم وثائقي عن انجازات وزارة الثقافة خلال الـ 66 عاماً منذ تأسيسها إلى اليوم وأبرز المحطات التي مرت عليها وتكيفها مع الصعاب والإصرار على الانتصار ورفض الهزيمة والانكسار.
أما الأمسية الموسيقية التي حملت بمجملها الطابع الشرقي مع الحداثة وجاءت من تأليف موسيقيين سوريين أكاديميين فحاكت عبرها جميع الصنوف الثقافية، والتي بدأتها الفرقة بعزف مقطوعة موسيقية من روح الآثار والأوابد الأثرية السورية، لتناجي المقطوعة الثانية دمشق بمقطوعة “قم ناج جلق” في انسجام آثر مع الأدب والشعر السوري، أما الفن التشكيلي فغازلته مقطوعة “المدرس” المستوحاة من أعمال الفنان التشكيلي الكبير فاتح المدرس.
وتماهت الفرقة مع أنغام موشح “ما احتيالي” لأبي المسرح السوري أبي خليل القباني، في حين عزفت من السينما السورية مقطوعة رقصة من فيلم صعود المطر للمخرج الراحل عبد اللطيف عبد الحميد.
وبرقص تعبيري مع طلاب وخريجي المعهد العالي للفنون المسرحية قدمت الفرقة عمل “منتصف الشهر” لتختتم الامسية بمقطوعة “عزي وبلادي سورية”.
وكانت وزارة الثقافة – مديرية الفنون الجميلة افتتحت المعرض الاستعادي في صالة المعارض بدار الأسد للفنانين الراحلين سعيد تحسين وخالد معاذ، بمناسبة مرور 120 عاماً على ولادتهما، وأعمالهما المعروضة هي من مقتنيات وزارة الثقافة- المتحف الوطني بدمشق.