الفيلم الوثائقي (أهل الزيتون)… شهادة حية على إرادة الصمود

2024-11-23 11:42:05

يجسد الفيلم الوثائقي “أهل الزيتون” للمخرجة غصون ماضي شهادة حية على صمود الشعب السوري وإصراره على النهوض رغم المحن، مستعرضاً قصصاً ملهمة لعائلات حولت الألم إلى قوة واليأس إلى أمل.

ويسلط الفيلم الطويل الذي استضافت جامعة تشرين عرضه الأول، الضوء على الحرائق الضخمة التي أتت على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والحراجية في أرياف اللاذقية عام 2020 وخلفت أضراراً جسيمة.

واستغرق تصوير الفيلم عامين ونصف العام، ليقدم توثيقاً دقيقاً لمراحل التعافي وإرادة الحياة لدى السوريين مبرزا التمسك القوي بالأرض، التي تتعدى كونها مصدر رزق لتصبح رمزاً للهوية والإرث الغني الذي يحرص الأهالي على استمراره عبر الأجيال، من خلال إعادة زراعتها والعناية بها بعد تنظيف آثار الحرائق.

وأوضح منتج الفيلم فتحي نظام أن التوثيق السينمائي للأزمات ينطوي على أهمية كبيرة لدوره الحيوي في حفظ اللحظات التاريخية بذاكرة الإنسانية، لتكون عبرة تستفيد منها الأجيال القادمة، مضيفاً أن الفيلم نجح في تجاوز تصوير الحدث لحظة وقوعه، ليعكس مراحل النهوض بعده، ما يجسد قدرة الإنسان السوري على الصمود والتعافي.

ولفتت الدكتورة رنا جوني أمينة الفرقة الثانية بالشعبة الحزبية الثالثة، إلى أن اختيار جامعة تشرين لاستضافة العرض الأول يحمل بعداً تثقيفياً وتوعوياً مهماً ويبرز دور المؤسسات التعليمية في توعية الجيل الجديد بمسؤوليته تجاه بيئته ومجتمعه ولاسيما أنها حاضنة لشريحة الشباب التي تمثل الأمل والمستقبل.

وأشارت رئيسة قسم الفلسفة في كلية الآداب في جامعة تشرين الدكتورة عفراء إسماعيل إلى عمق الرسائل الإنسانية التي يحملها الفيلم، مع التركيز على رمزية الأمل التي تجلت بوضوح في قصص أبطاله والتأكيد على الاستمرارية والعطاء التي جسدتها شجرة الزيتون كرمز للصمود والتجدد في وجه الصعاب.

وعبّر علاء كفرقطاري وأسماء نعامة من الحضور عن إعجابهما بالأفكار والرسائل التي زخر بها الفيلم والتي تؤكد أن الحياة مستمرة  ومع الإرادة والتصميم يصبح المستحيل ممكناً وأن المحن يمكن أن تكون حافزاً لبذل المزيد وتحقيق الأهداف والغايات.

#شارك