الخشنية واسطة العقد

2011-11-01 15:43:10

 كشامة في خد حسناء تتربع الخشنية في القلب من الجولان، وهذا الموقع جعلها تستحق بحق وصف واسطة عقد لآلأ الجولان وقراه المتناثرة من أقصى جنوبه إلى أقصى شماله. أما واسطة العقد قرية الخشنية فتقع على أرض بركانية وعرة، ونحو الجنوب الغربي تتجه، على بعد 12كم من القنيطرة، إلى الشرق منها شعاف السنديان، والطلائع جنوبها، وفي شمالها تتموضع قرية فزارة. مناخها معتدل وتتراوح أمطارها ما بين 600-800مم، وترتفع عن سطح البحر ما يقارب 765م. والخشنية بلدة ومركز ناحية تقع على مفترق طرق، حيث تتصل بطريق الرفيدـ القنيطرة على بعد 3 كم شرقاً، وتلتقي جنوبا بطريق الحمة- الرفيد، أما شمالا فتتصل بطريق جسر بنات يعقوب، وإلى جنوبها يقع تل الفرس. يتبع لناحية الخشنية ما يقارب31 قرية و34 مزرعة، منها جويزة- قصرين- اليعربية- السلوقية. وحسب إحصاء عام 1967 بلغ عدد سكانها / 15420/ ألف نسمة، بينما عدد سكان البلدة لم يتجاوز /1550/ نسمة.
جاء ذكر الخشنية في مذكرات الرحالة "شوماخر" التي وصفها بأنها قرية مبينة على تلة بارتفاع /20م/ وفيها مخيمات شتوية للعرب "الجعاثين". وفي زيارة "شوماخر" الثانية للخشنية عام 1913 ذكر توسع القرية التي أصبح عدد منازلها 300 منزل مرتب ومبني في صفوف مستقيمة، يفصلها عن المنازل القديمة جدول ماء. في عام 1957 وصف الرحالة أحمد وصفي زكريا الخشنية قائلا: منظر الخشنية من الخارج جميل لأن معظم البيوت متفرقة بينها شوارع واسعة مستقيمة، وهي القرية النموذجية الوحيدة في أرياف محافظة دمشق، بيوتها مسقوفة بالقرميد الأحمر تحيط بها أشجار الكينا.

من القرى التابعة لها، أم الدنانير- تنورية- جويزة- رزانية- الرمثانية- سلوقية- شبة أم خشبة- قناعبة أو الظاهرية- عامودية- عين وردة- الفحام- الفرج- فزارة- قصرين- قصبية- البيرة أو المشتى- اليعربية- قصيبة- عين زيوان.

النشاط البشري
تتوزع أراضي الخشنية بين مرتفع وسهل، يقطعها العديد من الوديان كوادي الرقاد وحوا والمراوي ووادي عزيز ووادي زيتة. وفيها غدير البستان وعين النورية وعين الباشا، ومن مزروعاتها القمح والشعير والذرة والبقول ومن أشجارها الكرمة والتين والزيتون. حيث يعتمد أهالي المنطقة على الزراعة بشكل رئيسي إلى جانب تربية الأبقار والأغنام والخيول. كما عمل سكان بلدة الخشنية بالتجارة والصناعات اليدوية الخفيفة كصناعة القبعات الصوفية والعربات الزراعية وصناعة الجلود التي أدخلها الشراكسة معهم.

مجزرة الخشنية
تجرّعت الخشنية من وحشية العدو ما يدمي القلوب في عدوان 1967، حيث تلقت هذه القرية حسب شهادات أهل القرية قنابل "نابالم" بعدد كبير، ولم ينسوا إلى اليوم نيرانها التي اشتعلت بالكثير من الجيرة والأحبة مودية بحياتهم. كما نفذت الآلة الإجرامية الصهيونية مجزرة بشعة بحق أهلها الذين رفضوا الرحيل، ولم ترحم حتى المتخلفين عقليا، فحصدت وحشيتهم عددا من الشهداء الذين مثلت كذلك بجثثهم، إضافة إلى من شردتهم في  تجمعات للنازحين ينتظرون ككل القرى العودة القريبة القريبة.  ولم تكتف آلة البطش الصهيونية بمن حصدت أرواحهم، بل قامت كذلك بتدمير القرية التي بقي بعضا من آثارها شاهدا على وحشية هذا الكيان العنصري والغاصب، خاصة مسجد الخشنية الذي شهد حجم البشاعة الإسرائيلية في تعاملها مع الأماكن المقدسة، حيث حوله المستوطنون إلى مكان لإيواء الأبقار، بعد أن حوله المخرجون الإسرائيليون إلى مكان للتصوير الإباحي. وقد كان يقصد المسجد زواراً عربا وأجانب لرؤية الدمار الإسرائيلي الذي لحق بقرى ومدن الجولان.
شهداء المجزرة
علي شيشة- أحمد قات- حقي عزيز- صبري رجب- صلاح عزيز- عائشة حاج ميرزا- عبد اللطيف توفة- علي هارون قوموق- محمد تيوفة- وصفية – ستناي زوجة هارون قوموق- فاعور القبسي- سعدوا لقبسي- خالد العرسان- محمد سعيد كبسون- محمد أبو عمشة- والمتخلف العقلي حميد.

مجد الخشنية
سطرت الخشنية مجدها في حرب تشرين بواقعة حملت اسمها في 8/11/1973، ففي صباح يوم 8 تشرين الأول شنت قوات العدو هجوما مضاداً في القطاع الجنوبي بهدف دفع الفرقة الخامسة السورية نحو مفترق الرفيد البطمية وتهديد الجناح الجنوبي للفرقة التاسعة والفرقة المدرعة الأولى اللتان اتخذتا من الخشنية مقرا مركزيا لهما. وقام الطيران الإسرائيلي بقصف قواتنا المسلحة بقنابل "النابالم". حيث تقدمت قوات العدو الصهيوني باتجاه قرية العال وجرت معركة قاسية جدا بعد أن وضعت القوات السورية كمائن عسكرية شلت فيها قدرة "إسرائيل" على التقدم، واستمرت المعركة حتى مساء اليوم التالي حيث خسر العدو في قرية اليعربية لوحدها 13 دبابة، وكان من شهدائها دحام عرسان الجاسم. وفي يوم 9 أكتوبر صمدت القوات السورية في صد الهجوم الإسرائيلي حتى ساعات المساء حيث شنت "إسرائيل" 79 هجوما على خط التابلاين وتلال قرية الرمثانية وصمدت قواتنا السورية المسلحة في البقاء في قرية الخشنية. وما زالت أسماء بعض الجنود السوريين منقوشة على مسجد الخشنية مثل اسم الجندي" وليد كرديه" من حي الأكراد في مدينة دمشق.

آثار الخشنية
احتفظت ناحية الخشنية بآثار الحضارات التي مرت عليها من رومانية وبيزنطية وإسلامية، فكان من الطبيعي أن تعلنها وزارة الثقافة السورية كموقع أثري في الجولان المحتل، وذلك بموجب القرار /146/أ / تاريخ 3/9/1983. ومن الآثار التي وجدت فيها جدار في الجنوب الغربي من القرية استخدم جزء منه كجدار لخان ذي بوابة لها ساكف على شكل قوس، وفي الشمال الشرقي من القرية بركة لجمع الماء نجد في جانبها الغربي بقايا جدران، وعثر في إحدى ساحات القرية على القسم السفلي لتمثال بازلتي يمثل رجلاً يرتدي نوعاً خاصاً من الألبسة، كما عثر على فخار يعود للعهود الرومانية البيزنطية والعربية الإسلامية إضافة لنقود رومانية.

المستعمرات:
 في عام 1974 قام العدو الصهيوني ببناء مستعمرة (كيشيت) أي القنطرة جنوب بلدة الخشنية أسفل تل الطلائع. وتقوم هذه المستعمرة على استغلال (17) ألف دونم من الأراضي الرعوية ونحو (3) آلاف دونم من الأراضي الزراعية. تزرع فيها القطن والذرة وتربي نحو (550) رأس بقر، وفيها مداجن طيور ومناحل ومركز تغليف فواكه.

إعداد وتوثيق هدى مطر

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شهادات أهالي الخشنية

#شارك