تقع قرية جباثا الزيت في شمال الجولان السوري المحتل، تقع على السفح الشرقي للنهاية الجنوبية لجبل الشيخ، الذي يبلغ ارتفاعه في شمالها 1531 م، في أرض ذات تربة كلسية، تكثر فيها الينابيع، تبعد 4.5 كم باتجاه الشمال الغربي من قرية مسعدة, وهي إلى الشمال من مدينة القنيطرة على بعد 21كم. تتبع جباثا الزيت إدارياً إلى ناحية مسعدة، التي تتبع بدورها إلى منطقة مركز محافظة القنيطرة.
بلغ عدد سكانها عام 1967 قرابة ـ2922 نسمة.
كانت مساكنها قديمة مبنية من الحجارة الكلسية والطين، ذات سقوف من الخشب والطين، وبعضها من القرميد، انتشرت من حولها المساكن الإسمنتية.
تمتاز بطبيعة جبلية قاسية وبتربة كلسية حمراء كونها تتبع لمنحدرات جبل الشيخ الغنية بالمياه، فتعددت الينابيع في أراضيها وتشكلت الأودية والصدوع، بالإضافة إلى وفرة المراعي وأشجار الزيتون المتربعة على سفوحها.
أما عن سبب تسميتها"جباتا" فهي كلمة آرامية قديمة تعني التل المرتفع أو الهضبة، والزيت نسبة لكثرة أشجار الزيتون المتناثرة في أراضيها، ويقال أيضاً تعني دالية العنب في اللغة السريانية، حيث تميزت القرية بوفرة المراعي والأحراج وتنوعها، وتتمتع بطبيعة جبلية قاسية وبتربة كلسية حمراء، وقد وهبها الله جمالاً مذهلاً وطبيعة ساحرة وهواء عليلاً يشفي الصدور.
كان سكانها يعتمدون على الزراعة البعلية، حيث تجود فيها زراعة الزيتون، فهي المشهورة بأشجارها القديمة وزراعة اللوزيات والكرمة والتين والتفاح والإجاص، وتنتشر في أراضيها بيادر القمح.
يوجد في أطراف القرية نحو /700/ هكتار من الغابات والأحراش وفيها الأشجار المتنوعة
وكان بعضها يصل ارتفاعه إلى ستة أمتار وبعضها إلى ثمانية أمتار وخاصة السنديان أو البلوط ذا الورق المنشاري الدائم والزعرور والملول والبطم والقندول والإجاص البري والخوخ وشجيرات مثل دوالي العنب البرية والعكوب والعرعر والعبهر والريحان وغيرها، ومن الأعشاب الزعتر البري والمريمية والشومر والبابونج.
اشتهرت القرية بتربية الأبقار والماعز والخيول العربية. كان في القرية ثلاث معاصر للزيت وقديمًا معصرة للدبس والزبيب، وفي الأربعينيات من القرن الماضي كانت فيها مدرسة ابتدائية درس فيها طلاب من قرى مجدل شمس، عين قنية، مسعدة، وزعورة.
بعد عدوان حزيران عام 1967، قامت قوات الاحتلال الصهيوني بتدمير القرية وتهجير سكانها واقامت فيها الحركة الصهيونية بمصادقة حكومة الاحتلال مستعمرة اطلقت عليها اسم " رامات شالوم " في العام 1968، الا ان المقاومة الفلسطينية وبالتنسيق مع خلايا المقاومة الوطنية السورية، استطاعت تنفيذ عملية ابو ديه التي فجرت المباني التي تقيمها حكومة الاحتلال للمستوطنين وقًتل فيها عدد من الصهاينة، ثم عمل الاحتلال على بناء مستعمرة نيفي اتيب في العام 1971 على انقاض قرية جباثا الزيت
وفي العام 1982 ورداً على انتفاضة سكان الجولان ضد قرار الضم، قرر مجلس المستوطنات الاقليمي للاحتلال تحويل منطقة تل غدير طالب في جنوبي شرقي جباثا وجنوب غرب مجدل شمس الى مستوطنة اطلق عليها اسم نمرود.
تحرير وتوثيق : علي طراف