"رجم الهري".. الجولان السوري المحتل

2021-06-24 14:54:21

يعد موقع "رجم الهري" الأثري في الجولان العربي السوري المحتل موقعاً أثرياً متميزاً، وله أبعاد فلكية ما تزال تثير الكثير من الأسئلة التي لم تجد لها أي جواب، وقد وصف بأنه موقع ينتمي إلى العصر البرونزي المبكر أي حوالي 3200 قبل الميلاد، وهو ما يجعله واحداً من أقدم المواقع الأثرية في العالم وأكثرها تعقيداً بالنسبة لمستوى الوعي في ذلك العصر.

«يقع "رجم الهري" في وسط الجولان على بعد 16 كيلو متراً (10 أميال) إلى الشرق من الشاطئ الشمالي لبحيرة "طبريا"، في أعلى وادي "الدالية"، ويرتفع عن سطح البحر 515 متراً. يتألف النصب من أكمة مركزية، أو رجم، تحيط به جدران متحدة المركز، يبلغ قطر الجدار الخارجي حوالي 155 متراً وارتفاعه متران تقريباً، والمساحتان المشغولتان، والأكثر ظهوراً في الموقع تعودان إلى العصر البرونزي الأول والمتأخر».

«إن الموقع وُصف وصفاً متنوعاً، كمركز احتفالي، وكسياج دفاعي، وكمخزن أساسي كبير، وكمكان للدفن، وأخيراً كمركز للرصد الفلكي، وأداة تقويم. وقد أحضر بناؤو "رجم الهري" نحو 42000 طن من الحجارة البازلتية إلى الموقع، فصنعوا بناءً من أروع النصب الحجرية في منطقة شرق المتوسط، إن الفترة المعروفة بشكل أفضل في الجولان، والتي سبقت الفترة الهلنيستية- الرومانية، هي حقبة الكالكوليتي (الحجري- النحاسي)، وهي فترة تتميز بالتنوع الخصب للثقافة الكالكوليتية في جنوب شرق المتوسط، تجلى هذا التنوع الإقليمي بقرى زراعية صغيرة مؤلفة من سلاسل متوازية من البيوت، بنيت بترتيب. وقد اعتمد الاقتصاد على الأغنام والماعز بشكلٍ مطّرد ومترافق مع الزراعة، وقد ظهر نظام اعتقادي ينتمي إلى ديانات الخصب، في عبارات منقوشة على أيقونات لممارسة الطقوس الشعائرية، كما تواجدت عبارات كهذه على أعمدة حجرية مصمّمة على شكل رأس بشري مع انخفاض بجزئه العلوي، نعرف النزر اليسير عن البنية الاجتماعية للثقافة الكالكوليتية في الجولان، ولكن ليس لدينا مبرراً، لكي نفترض وجود تنظيم اجتماعي على نحو مختلف عن مجتمع مماثل غير منظم تقريباً، وعلى عكس الحقبة الكالكوليتية، فإننا نعرف القليل عن العصر البرونزي الأول في الجولان».

«تتضح مكانة "رجم الهري" العظيمة من الوصف التفصيلي التالي لأبعاده: إذ يبلغ عدد الجدران المتحدة المركز حول مركز الرجم من 1ـ9 من الخارج إلى الداخل».

تحرير: علي طراف

#شارك