رغم "النكسة" صور بطولية مشرقة من الخامس من حزيران

2019-06-27 11:15:11

كلما لاح الخامس من حزيران بظله تتقاذف إلى الأذهان مجموعة من الصور عمل الإعلام الغربي على تعزيزها، صورة فلول جنود وأسرى حرب وهزيمة نكراء. وجيش قد استسلم وسلّم.

هذه الصورة المؤلمة لجيوشنا عام 1967، كان يقابلها صورة لجيش العدو الذي يحتل الأراضي وكأنه في نزهة لا يتفوق عليه أحد، ولا يستطيع جيش مواجهته أو التصدي له. كان من المطلوب ترسيخ صورة الهزيمة في أذهاننا جيلا بعد جيل.

لكن تلك الصورة لا يمكن أن تعبر بأي حال من الأحوال عن الحقيقة التي حاول العدو وماكينته الإعلامية المحلية والإعلام العالمي الحليف له تغييبها، ومن يكلف نفسه عناء البحث والسؤال سيجد الحقيقة واضحة كما الشمس أن تلال الجولان وسهوله لم يستطع العدو الصهيوني احتلالها دونما مقاومة وإراقة دماء. واستشهاد أبطال سيظلون منارة لنا.

فمن اطلع على المعارك التي خاضها جنودنا في مخافر الحدود بالتضامن مع أهلنا من الحرس الوطني يعرف كذب ادعاءات إعلام العدو ومحاولات التضليل التي يتبعها. وحتى لا يكون هذا محض شعارات وكلام فارغ المحتوى، نستعرض ما شهد به الأعداء أنفسهم بحق جنودنا على الجبهة السورية، وكيف استبسلوا في الدفاع عن مواقعهم وأوقعوا بالعدو الخسائر الفادحة قبل أن يتمكن من احتلال الجولان إثر عدوان الخامس من حزيران. وها هو الجنرال "الصهيوني دافيد اليعازر" يشهد بأن الوحدات السورية قد قاتلت في قطاع "الخرق" بشجاعة فائقة، حيث يقول: "كان في خندق واحد أقل من ستين جثة منتشرة على الأرض، وقد اشتبكوا معنا في الأيدي والخناجر والأسنان وأعقاب البنادق، واستمرت المعركة على موقع واحد أكثر من ثلاث ساعات... وقد قتل في المعركة قائد الكتيبة الإسرائيلية وقادة سراياه، وخرج من المعركة أكثر من مئة عنصر إسرائيلي بين قتيل وجريح". كما ورد في كتاب الباحث محي الدين موسى الجولان على طريق التحرير.

ومن أهم المواقع التي شهدت قتالا عنيفا واستبسالا في الدفاع عن الأرض والإنسان موقع "تل الفخار". فبعد قصف جوي لمدة ثلاث ساعات، منذ الساعة التاسعة والنصف صباح يوم التاسع من حزيران، تقدمت باتجاه الموقع كتيبة دبابات معادية مع كتيبة ميكانيكية فقابلتها عناصر موقع "تل فخار" مستخدمة كافة الأسلحة المتوفرة لديها استخداماً ماهرا بمناورة بارعة وشجاعة مميزة فأوقعت بوحدات العدو خسائر كبيرة. وعندما أصر العدو على اقتحام الموقع بوحداته المدرعة اشتبك الجندي السوري مع العدو بالسلاح الأبيض وبقتال الأيدي، فدفع العدو الإسرائيلي المتفوق عدة وعدداً خسائر كبيرة وذاق مرارة عدوانه.

ولقد وثق هذه المعركة الصحفي الأمريكي "تيرانسسميث"، في صحيفة "نيويورك تايمز" في 26 حزيران 1967 والذي نقله موقع وزارة الدفاع السورية. يصف الكاتب تلك الملحمة بما يلي: "تل الفخار أحد مواقع الجبهة السورية، يكاد يكون غير مكشوف للناظر إليه من الأرض المحتلة، لقد قتل وجرح أمامه عددا كبيرا من الجنود الإسرائيليين خلال المعارك العنيفة التي دارت في التاسع من حزيران. لقد بدأ الهجوم الإسرائيلي على التل يوم التاسع من حزيران، وكانت القوات المهاجمة مؤلفة من الدبابات ووراءها المشاة المحمولة، ولكن دبابات السوريين المركزة إلى جوار الموقع أوقفت تقدم الدبابات الإسرائيلية، وبعد ساعات من القتال المرير لم يحرز المهاجمون نجاحاً يذكر. لقد قاتل السوريون بضراوة، ولما كان تل الفخار ليس إلا واحدا من عدة نقاط سورية قوية، فإن القتال على الجبهة السورية كان أعنف ما جرى، وكانت خسائر إسرائيل أفدح مما تكبدته خلال المعارك كلها".

أما صحيفة "هآرتس" الصهيونية، فقد تحدثت في عددها الصادر يوم 6 تموز عام 1967، بعد أي بعد شهر على العدوان تقريبا، تحدثت عن الخسائر الكبيرة التي وقعت في صفوف الإسرائيليين نتيجة القتال والتضحية الكبيرة التي قدمها رجال القوات المسلحة السورية في تل الفخار وتقول: لقد "سقط معظم قادة لواء جولاني، الذين أوكل إليهم أمر مهاجمة تل الفخار صرعى.. لقد أوضح هذه الحقيقة الرائد زوهر مساعد قائد الكتيبة التي هاجمت الموقع.. وقد جرح هذا الضابط في رقبته أثناء المعركة ذاتها، وتحدث ضابط إسرائيلي برتبة مقدم عن معارك الشمال على مواقع تل العزيزيات وتل الفخار وبرج بابل فقال: بدأت المعركة في التاسع من حزيران، وكان على اللواء جولاني أن يتقدم خلف اللواء المدرع لاحتلال تلك المواقع، غير أن نيران المدفعية السورية ضربت الرتل ضربا شديداً وتحملت الأفواج خسائر فادحة، وقتل معظم القادة ومنهم المقدم "موشىكلايت" قائد أحد الأفواج، والرائد ألكسندر كريسكي، والنقيب ميخا، والنقيب شلومو سيجال، وجرح الرائد زوهر في رقبته.. لقد حارب السوريون في هذا القطاع جيداً وكانت نيرانهم مصوبة بدقة، كما أن مدفعيتهم كانت دقيقة أيضاً، واستطاعوا أن يجمدوا حركة التقدم...".

كما نورد ما جاء في صحيفة "يديعوت أحرونوت" في مطولتها عن معركة تل فخار، في عددها الصادر بتاريخ 4/8/1967: "لقد عرف السوريون

أهمية هذا الموقع واهتموا بحمايته، وكان يحمي سفوحه الغربية تل العزيزيات الواقع على الحد الأمامي، وموقعي برج بابل والبحريات من الخلف، كما كان يحميه من الشمال تل أحم، وخلفه تقع مواقع زعورة وعين فيت المحصنة... وكان على رأس الرتل الذي هاجم التل لواء مدرع مشكل من سلسلة طويلة من الدبابات والعربات المدرعة امتدت على طول عدة كيلو مترات من مدخل كفارسولد وحت ىسفوح التل، وخلف الدبابات تحركت الناقلات المدرعة التي تحمل وحدات المشاة من لواء جولاني... بدأت الهاونات السورية قصفها بدقة نادرة وكانت نيرانها كثيفة ومتواصلة، وأصبح الالتفاف من خلف التل مستحيلاً، وكانت إصابات المدرعات كبيرة وصدر أمر إلى النقيب "أهرون" أن يتقدم في الطليعة ومعه سبع ناقلات مدرعة، لكنها أصبحت ثلاث ناقلات فقط بعد لحظات، فاضطر الجنود إلى مغادرتها والالتجاء إلى الأرض، وبعد ذلك تفرعت القوات المهاجمة إلى محورين في محاولة للالتفاف على مجنبتي الموقع الشمالية والجنوبية، ولقد دارت المعركة في الجزء الشمالي من تل فخار بضراوة وفي بحر من الدماء، حيث سقط قتلى كثيرون، مما اضطر قائد الوحدة إلى طلب النجدة، فتقدمت مصفحة فيها جماعة مشاة كاملة للنجدة ولكن الجنود أصيبوا جميعاً وقتل منهم ثلاثة في الحال".

"وأوشكت الذخيرة على الانتهاء، ولكن السوريين استمروا في القصف، وحاول القائد الذي كان يستلقي في الخندق قرب جثث خمسة عشر قتيلاً وجريحاً، أن يرفع يده وفيها جهاز اللاسلكي، ولكن قذيفة سورية جاءت وبترت يد القائد الذي يحمل الجهاز، وحاول البقية الاتصال بالوحدات الأمامية ولكن دون جدوى بسبب التشويش، حاول النقيب "مردخاي" التقدم للمساعدة ومعه ثلاث ناقلات مدرعة باتجاه الجزء الشرقي من الهدف الجنوبي، وعند مشارف التل دمرت ناقلتان مدرعتان إذ أن النار السورية المركزة إلى قلب الحفر التي اختبأ فيها الجنود الإسرائيليون قد حولت إلى المدرعات، وكانت نيران السوريين الرئيسية تنطلق من الجزء الشمالي من الهدف ومصدرها مدفع عديم التراجع كان يقذف القنبلة إثر القنبلة، وحتى هذه اللحظة كان السوريون قد ردوا موجتين من موجات الهجوم، وحاولت موجة ثالثة اقتحام الموقع ولكنها لم تنجح وهنا توقف التقدم نهائيا والمهمة لم تنفذ بعد، وكان قادة الهجمات قد قتلوا كلهم وارتفع عدد القتلى والجرحى إلى المئات.

لقد حارب السوريون بضراوة، واستمروا في الانقضاض والرمي وإلقاء القنابل اليدوية، واضطر المهاجمون المتفوقون عددا موجة إثر أخرى بالقتال بأعقاب البنادق وبالمسدسات وبكل شيء في سبيل احتلال هذا الموقع... وهكذا دارت معركة تل الفخار".

معركة "الجليبينة"

أما عن المعركة الأخرى التي وثقها أيضا العدو في صحفه، كانت التي معركة موقع "الجليبية" وهي قرية من القطاع الأوسط. ويشكل الموقع فيها نقطة استناد أمامية تحمي مجنبة الطريق الرئيسية الممتدة من القنيطرة إلى جسر بنات يعقوب، وقد عززت هذه النقطة قبل عدوان الخامس من حزيران نظرا لأهميتها. لقد وصف الصحفي الصهيوني "صموئيل سيجيف" في كتاب له عن حرب حزيران معركة الجليبينة بقوله: "لقد اضطر الإسرائيليون إلى زج أفضل وحداتهم تدريباً في هذا الموقع الذي سد عليهم التقدم عبر القطاع الأوسط"، وتبين خريطة العمليات الإسرائيلية المنشورة في الكتاب نفسه أن القوات التي هاجمت موقع الجليبينة كانت مكونة من عدة وحدات من الدبابات والمظليين، وأن القوات السورية قد قاتلت ببسالة وشجاعة كبيرة وصدت محاولات العدو لاحتلال المواقع الأمامية في القطاعين الأوسط والجنوبي.

وتؤكد وزارة الدفاع السورية في منشوراتها، أنه في الساعة الحادية عشرة من صباح يوم التاسع من حزيران، وبعد أن ركز العدو قصفه الجوي والمدفعي على موقع الجليبينة والمواقع المجاورة له لمدة ساعتين صباح يوم 9/6، هاجم العدو موقع الجليبينة بكتيبة دبابات تدعمها كتيبة مظليين، فصدت قوات الموقع هجوم العدو وأوقعت به خسائر كبيرة. الأمر الذي دفع العدو إلى إعادة التجميع وتكرار المحاولات الهجومية مرتين في ذلك اليوم بعدا لتمهيد المدفعي والجوي، وقد كشفت قواتنا محاولات العدو التسرب ليلاً والتقدم باتجاه الموقع فأخلت الموقع، وعند وصول العدو إليه شنت باتجاهه هجمة جانبية مفاجئة أوقعت به عدة خسائر واضطر إلى الانكفاء والانسحاب من الموقع بعد احتلاله، وبقي موقف قواتنا المدافعة صامدا على هذا الاتجاه ولم يتمكن العدو من فتح محور جسر بنات يعقوب - كفر نفاخ.

هذه بعض بطولات جيشنا وجنودنا البواسل في معارك الشرف التي استماتوا وهم يحاولون فيها صد تقدم قوات العدو. ولم يفروا ولم يستسلموا، ولم تكن الجولان لقمة سائغة، فكما أبى يوسف العظمة أن يدخل الغازي أرض دمشق دون قتال رغم تفوقه عدة وعتادا، كذلك كان رفاق دربه في الجولان يرفضون تدنيس أرض الجولان، ويرفضون المذلة والهوان.

فها هو الباحث محي الدين موسى في كتابه الجولان على طريق التحرير يؤكد ما وثقته الصحف الصهيونية، فالجيش السوري وفق الكاتب، قد سطر الملاحم على الجبهة السورية التي كبدت العدو الخسائر الفادحة، حيث لم يستطع العدو، وخلال يومين من عدوانه، أن يتقدم شبرا واحدا في أراضي الجولان. فخطة "إسرائيل" كانت تهدف إلى خرق الجبهة السورية بالمدرعات والطيران دون استعمال المشاة. فتم حشد رتلين من الدبابات في بانياس من القطاع الشمالي. ورتلا في جسر بنات يعقوب في القطاع الأوسط، ورتلا في القطاع الجنوبي في فيق والحمة. ففي القطاع الجنوبي كان رمي المدفعية السورية مركزا وعنيفا لدرجة أن الرتل الذي خرج من طبريا متجها نحو الحمة قد أوقف تقدمه وقتل ثلاثة من قادته، وخسر جزءا من معداته بسبب كثافة القصف المدفعي السوري. فوقف ولم يعد يحاول التقدم طيلة العمليات.

أما في القطاع الشمالي والذي يعتبر المنطقة الوحيدة التي يمكن أن تتسرب المدرعات الصهيونية منها، كان التقدم بطيئا جدا خلال يومين، ولم يجرؤ جنود المشاة على الظهور لدعم الدبابات.

رغم التضحيات رغم عظم تضحيات الجيش العربي السوري، التي تنحني الهامات لها، إلا أن العدوان قد حقق أهدافه وذلك بتفوق "إسرائيل" بسلاح الجو الذي استخدمته بكثافة، بعدما فشلت في الاقتحام البري ولم تستطع التقدم في أراضي الجولان، بالمشاة ولا بالمدرعات...

فعدوان الخامس من حزيران كان مبرمجاً ومخططا له، وليس كما ادعى الصهيوني وزير خارجية الكيان الصهيوني آنذاك "إيبا أيبان"، بأنه رد على تحركات الجيش المصري. فـ"إسرائيل" كانت قد اتخذت كل الاستعدادات الخارجية والداخلية بشكل سري وقُدم من الوسائل المادية والدعائية العظمى لها على الصعيد العالمي من اجهزة الإعلام الغربية على شتى انواعها. وكذلك تلقت "إسرائيل" الدعم على الصعيد الدبلوماسي والسياسي الدولي. وتم قبل العدوان شحن التجهيزات والمعدات الكثيفة والطائرات وأجهزة الكشف والرادار من أوروبا وأمريكا، واستقدمت مئات الدبابات من ألمانيا وبعض الطائرات من انكلترا، و26 طائرة ميراج من فرنسا في 29 أيار 1967.

في الخامس من حزيران، اتضح دون مواربة أن "إسرائيل" منشأة صهيونية توسعية. وأن الغرب الاستعماري حريص على مصالحه الموظفة في "إسرائيل"، أوعن طريقها. فكان الدعم السياسي الغربي لهذا الكيان المحتل قائما على قدم وساق، وخاصة قبيل عدوان الخامس من حزيران. فقد قام رئيس وزراء العدو آنذاك" ليفي أشكول"، بزيارة إلى بريطانيا وأمريكا. وقام رئيس وزراء بريطانيا "هارولد ويلسون"، بزيارة إلى أمريكا التقى فيها الرئيس الأمريكي "ليندونجونسون". وبعد هذا اللقاء خرجت تصريحات للعلن ما ادعوا أنه إغلاق مصر لخليج العقبة. وهددوا بتشكيل قوة بحرية دولية لفتح الممرات الدولية عبر تصريح "جونسون- ويلسون" المشترك، الذي أكد ضمان حدود "إسٍرائيل" وحماية كيانها السياسي.

وكتوطئة لعدوان عام 1967، تم استغلال قضية الملاحة البحرية في المياه الإقليمية المصرية، وعرضت الوقائع عبر وسائل الإعلام العالمية، وكأن دولة مصر العربية قد قامت بخرق القانون الدولي... واعتبر هذا العمل المزعوم "عدوانا" على "سيادة إسرائيل" وحقوقها المشروعة، لتبرير عدوان 5حزيران 1967. وعندما انتهت "إسرائيل" من الاستعداد للحرب، حذرت أمريكا الدول العربية من اتخاذ أي أعمال عسكرية، كما قامت من ناحية أخرى بطرح مبادرة لفسح المجال أمام "إسرائيل" بتوجيه الضربة للعرب.

ولتضليل العرب في هذه الحرب أعطى كيان العدو مأذونيات للعسكريين، قبل 48 ساعة من العدوان. فتم الاعتقاد من قبل الصحفيين والمراسلين بأن حدة التوترات قد هدأت، وفي الرابع من حزيران أعلنت محطة العدو، أنها زادت عدد الموجات الإذاعية الموجهة للعالم العربي. وتمت ووجهت كتبا ورسائل لبعض الأقطار العربية للامتناع عن المشاركة في العمل العسكري العربي العام. مقابل ألا تقوم "إسرائيل" بأي عمل عسكري ضدها.

في الساعة التاسعة من صباح 5 حزيران، اتهمت "إسرائيل" دولة مصر العربية بأنها قد شنت اعتداءً عليها حيث أعلن الناطق العسكري الصهيوني بما يلي ونقلته المحطات العالمية: " يجري منذ الصباح الباكر اشتباكات عنيفة ضد القوات المدرعة والجوية لدولة مصر التي هاجمت إسرائيل". وقد ضل الرأي العام على اعتقاده بأن مصر هي من بدأ الحرب حتى اليوم الثالث من العدوان. إلى ان اعترف مسؤولو "إسرائيل" في الامم المتحدة وبعض العواصم الدولية بأن "إسرائيل" هي من بدأت بشن العدوان، جاء الاعتراف بعد أن بدأت كفة العدوان ترجح لصالح الكيان الصهيوني.

رغم استيلاء الكيان الصهيوني على جزء من الأراضي العربية الجولان وسيناء والقدس، وتحقيق مكاسب جغرافية وجيوسياسية على الأرض، إلا أن النتيجة السياسية جاءت على عكس ما ترغب به "إسرائيل"، إذ توحد الموقف العربي ضد "إٍسرائيل" على قاعدة رفض الاعتراف بها والمفاوضات معها، وتعززت علاقة العرب مع الاتحاد السوفييتي، وقطعت العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، وبرز بوضوح دور منظمة التحرير الفلسطينية على المستوى المحلي والدولي كحركة تحرير للشعب العربي الفلسطيني.

ورغم كل ما تقوم به "إسٍرائيل" من بناء مستوطنات واستباحة للأرض والإنسان، مسيرة التحرير لا زالت مستمرة في سورية كما فلسطين المحتلة، وكلما زادت غطرسة العدو كلما زدنا تمسكا بحقوقنا وسيبقى الجولان عربيا سوريا ينتظر لحظة التحرير بسواعد أبنائه جيلا بعد جيل.


 إعداد وتوثيق: هدى مطر

#شارك